زينب والجحش
كان يا مكان من حوالي 1400 سنة وشوية كان فيه واحد اسمه محمد، كان راعي غنم فقير بسيط في الصحراء، عايش في خيمة صغيرة وكان عنده كام معزة بيرعاهم للناس مقابل اي حاجة تسد جوعه .. كان يا حبة عيني مابيخلفش وكان الموضوع ده مضايقه جداً والناس بتعايره بيه رغم انه عامل اللي عليه وزيادة.. كان متجوز اكتر من واحدة وبينام معاهم كلهم في يوم واحد و بغسل واحد كمان.
وفي يوم كان بيتمشى في سوق العبيد لقى طفل اسمر وكيوت كده اسمه زيد راح اشتراه، اهو ينفع في البيت والخدمة وكده. وتمر الايام ويكبر زيد وهو بيخدم محمد بقلب وضمير، والحق يتقال برضو، محمد كمان كان بيعاملوا كويس جداً.
وفي يوم من الايام كانوا قاعدين في امان الله لقوا راجل داخل عليهم بيقول انه ابو زيد الحقيقي وعاوز ياخد ابنه زيد معاه .. كانت مفاجأة لدرجة ان محمد اتحرج وقال:
- انا ماليش دعوة، شوف زيد لو يحب يروح معاك انا ماعنديش مشكلة.
لكن زيد، العبد البار، رفض يروح مع ابوه و فضّل انه يبقى مع محمد في مشهد انساني تاريخي. محمد اتأثر جداً وراح واخد زيد من ايده ولم الناس اللي كانوا ماشيين بالصدفة وقال:
- يا رجالة .. اشهدوا انا اعتقتت زيد .. من هنا ورايح زيد ده ابني يرثني وارثه هيبقى اسمه زيد ابن محمد. وهكذا خرج محمد من الموقف بشياكة ويتبنى زيد رسمياً بعد ما فقد الأمل في الخلفة.
وتمر الايام في الصحراء الجميلة لحد مافي يوم دخل زيد على محمد وقال له:
- بابا بابا .. يا بابا انا عايز اتجوز.
قال محمد:
- يابني هو احنا لاقيين ناكل، ده انا مش عارف اأكل المعيز.
- ماليش دعوة يا بابا، انت كل كام يوم بتتجوز وانا ساكت وانا دلوقتي المفروض ابنك .. ماليش دعوة بقى انا عايز اتجوز.
- يابني انا غير .. انا ربنا اداني قوة 40 راجل وكل الجوازات دي ببلاش اساساً عشان انا من بتوع ربنا .. ده خديجة مراتي الاولى الله يرحمها، كانت هيه اللي بتصرف عليا من اول يوم لحد مالقيت ربنا في الغار. انا يابني النسوان هيه بتيجي لحد عندي وتقولي احنا تحت امرك من غير لا مهر ولا شبكة ولا حتى شهود .. انت بقى مين بنت الجحش اللي هاترضي بيك؟
- زينب.
- زينب بنت عمتي؟! ممم، صعب يابني، هو ماشي ابوها حرفياً جحش بس صعبة.
- مش صعب عليك يا ابويا .. مش انت مبعوت من عند ربنا وقادر على كل حاجة.
- اه صحيح .. طب اصبر لبكرة هاكلمها.
تاني يوم راح محمد يطلب ايد زينب من ابوها لكن زينب رفضت بحجة – قال ايه – أن زيد يعني كان عبد ومش قد المقام .. غضب محمد غضب شديد حتى إحمّرت اذناه وقال:
- ماينفعش يا زينب ترفضي .. أدام انا وربنا قررنا حاجة يبقى لازم تتم، وإلا هاتبقي عاصية.
- ايه ده، يعني معقول ربنا شخصياً عايزني اتجوز زيد؟ يعني ساب الكون كله ومركز معايا؟
- ايون، هو قالي كده. وحتى لو ماقالش، انا وربنا واحد وطالما انا موافق يبقى هو اكيد موافق.
- اعمل ايه بس يا ربي .. خلاص انا راضية بقضاء الله، موافقة.
وفعلا اتجوزو .. لكن يبدو والله اعلم ان زينب ماكنتش مؤمنة اوي بقضاء ربنا من جواها، وحولت حياة زيد الغلبان يا عيني لجحيم وضنك، وفي يوم كان زيد طفشان بره الخيمة، راح محمد يزوره ولسه بيخبط على الخيمة زينب طلعت عدم اللامؤاخذة شبه عريانة او يعني شافها في وضع مش ولابد .. وزينب كانت يعني حاجة كويسة كده على حسب وصف الشيخ الشعرواي. قالت له اتفضل يا عمو بس زيد مش هنا .. محمد شاف المنظر اتهبل وماعرفش يجمع كلمتين! كان معروف عنه، انه ضعيف جداً امام حاجتين: النسوان والعطور. قال في نفسه: ايه ده .. زينب احلوت اوي ازاي كده؟ يا خبر .. هو انا كنت احول ولا ايه؟ وقعد يتهته في الكلام وهو ماشي ويقول: يا سبحان مقلب القلوب!
عدى كام يوم لكن محمد فضل مهموم بموضوع زينب ومش قادر يطلع المشهد من دماغه .. وفي يوم جاله زيد وقال له:
- بابا .. انا حاسس ان انت عينيك من زينب.
محمد اتكسف جدا وقال: - اعوذ بالله .. ايه يابني الكلام ده؟ وانت عرفت ازاي اساساً؟
- عادي يا بابا، انا خت بالي وزينب بصراحة لمّحت برضو .. عادي يا بابا، اطلقها بكرة لو عايز.
- عيب يابني الكلام ده، هو انت ماشي لحم كتافك من خيري، بس لا حرام، خليك مع مراتك. دانتو ماكملتوش سنة مع بعض.
- لأ يا بابا، انا اساساً مش طايقها ولا هيه طايقاني .. قول انت بس ولله اطلقها في حالاً.
- لا يابني بلاش .. طب استنى كده لبكرة لما اشوف ربنا رأيه ايه.. يومها الفجر كده، ساعة الفسق لما ربنا بيبقى رايق وسايب العرش يضرب يقلب ونازل عندنا في السماء الدنيا بتاعة كوكب الارض، نادي محمد عليه وقال:
- يا رب .. يا رب اعمل ايه يا رب؟ صورة زينب مش مفارقة خيالي.
- ايه يا حج محمد خير؟
- عايز زينب..
- ومالوا، اجوزهالك.
- ازاي بس يارب دي متجوزة، ومن ابني كمان .. الناس هتقول عليا ايه بس.
- عادي ولا يهمك .. انت مالك بالناس انا هلغي التبني واجوزهالك .. انا اصلا اكتشفت ان التبني غلط عشان ساعات بيحصل لخبطة في الأنساب ومشاكل في الميراث وبصراحة انا الانساب عندي اهم من تبني طفل لقيط مالوش تلاتين لازمة .. كمان اهو تغير زيت ممكن ربنا يكرم وتجيب منها العيل اللي نفسك فيه يا عم.
- بجد يا رب؟
- اكيد ولا يهمك .. اديني شوية بس لما اطلع اقعد على العرش اكتب الآيات وابعتلك جبريل بيهم الصبح ان شاء الله. بس معلش هتستنى 3 شهور.
- 3 شهور؟ كتير اوي ليه؟
- عشان نتأكد انها مش حامل، مش قلتلك الانساب دي مهمة جداً.
- حبيبي يا رب.. ربنا مايحرمنيش منك ابدا.
- حبيبي.
وصحي محمد الصبح وهو اخر انبساط ونادى زيد:
- ياد يا زيد .. ربنا رضي وكله تمام، روح بقى بشّر زينب اني هاتجوزها خلاص.
- أمرك يا سيد المبعوتين.
وانتهت الحكاية بالغاء التبني وطلاق زينب من زيد وجوازها من محمد .. ورجع محمد لزيد اسمه الحقيقي زيد بن حارثة عشان مايحصلش لخبطة والمشكلة اتحلت والحمد لله والامور بقت زي العسل وعاشوا في تبات ونبات لكن للأسف ماخلفوش لا صبيان ولا بنات.
السؤال اللي بيطرح نفسه بقى في هذه القصة العظيمة .. مين هو الجحش؟ فيه ناس بتقول انه زيد لانه يعني اتضحك عليه وطلع من المولد بلا حمص .. فيه ناس تانيه بتقول لا الجحش هو ابو زيد اللي رضي يسيب ابنه كده .. في راي تالت وده اللي انا مقتنع بيه شخصياً بيقول ان الجحش هو اللي مصدق ان القصة دي حقيقية!
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ۖ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)
ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)